[عدل] تمثيل الخنزير البري في الثقافة الإنسانية طبق إغريقي يمثل التضحية بخنّوص
قد تكون أول الأساطير التي ذكرت الخنزير البري هي أسطورة
أدونيس و
عشتار في
الميثيولوجيا الكنعانية، حيث قام أدونيس بقتال خنزير في وادي
نهر الكلب في لبنان مما أدّى إلى مصرع الإثنين سويا ويمثّل الخنزير بذلك رمزاً للشر والكره. انتقلت هذه الفكرة للأساطير الأخرى ولبعض الأديان التي صارت تنبذ تناول لحم الخنزير.
كما تمثّل الخنزير البرّي في
الميثولوجيا الإغريقية حيث يعرف منها اثنين بشكل خاص. أحدها هو
الخنزير الأرمانثي الذي كان على
هرقل قتله كإحدى مهامه الاثني عشر، و الثاني هو
الخنزير الكاليدوني الذي اصطاده العديد من الأبطال الأسطوريّن مثل
أتلانتا في أسطورة
الصيد الكاليدوني.
كما كان
آرس، إله الحرب عند
الإغريق القدماء، قادر على التحول إلى خنزير بري، وقد قام حتى بنطح إبنه حتى الموت وهو في هذا الشكل خوفا من أن يقوم الشاب بإغراء زوجته و أخذها منه كما فعل
أوديب ملك
طيبة الذي قتل أباه و تزوج أمه.
وفي
الميثولوجيا الكلتية كان الخنزير البرّي مقدسا بالنسبة للآلهة
أردوينا[20][21]، و ظهر صيده في العديد من قصص
الميثولوجيا الإيرلندية و الكلتية مثل قصة "فن ماكول" الذي استدرج خصمه إلى جانب خنزير برّي قام بنطحه حتى الموت.
وكان
لآلهة الشمال فراير و
فريجا خنزير برّي لكل منهما. سمي خنزير فراير "غولينبروستي" ( Gullinbursti ) بمعنى "اللبدة الذهبيّة" وكان قد صنع على يديّ
أبناء لفالدي و قدموه كهدية لفراير، وكانت الأساور المعلقة على لبدة غولينبروستي تتوهج في الظلمة لتنير الطريق أمام سيده. و دعي خنزير فريجا "هيلدسفيني" (Hildesvini) بمعنى "خنزير الحرب" و كانت تمتطيه عندما لا تستخدم عربتها. و اعتبر الخنزير البرّي في
الأساطير الشمالية بأنه طلسم يؤمن الحماية في الحروب، و لعلّ ذلك يعود إلى طبيعة الحيوان الشرسة، بالإضافة إلى اعتباره رمز للخصوبة.
"فاراها" أفتار الفيشنو ذي رأس الخنزير البري على قطعة نقود هندية يعود تاريخها لما بين سنة 850 و 900 للميلاد
احترمت الخنازير البرّية كذلك الأمر في
بلاد فارس خلال فترة ازدهار
الحضارة الساسانية حيث كانت تعتبر على أنها حيوانات تمثل الشراسة و الشجاعة، وكان يطلق لقب "بوراز" أو "كراز" (
بالفارسية: گراز ) بمعنى خنزير على بعض الأشخاص لإظهار شجاعتهم و بسالتهم، مثل القائد العسكري الفارسي المشهور السپهبد شهربراز، الذي فتح
مصر و
بلاد الشام، و الذي يُشتق إسمه من كلمة "شهر" أي مدينة و "براز" بمعنى خنزير أو شجاع، فيكون إسمه بالتالي "خنزير المدينة".
و تمثّل الخنازير البرّية أيضا في
الميثولوجيا الهندوسية حيث يظهر
الأفتار الثالث
للفيشنو باسم "فاراها" على شكل خنزير بري. وفي
الأبراج الصينيّة يعتبر الخنزير البرّي (أو المستأنس في بعض الأحيان) أحد الحيوانات الاثني عشر الممثلة في تلك الأبراج وفقا للأساطير التي تتحدث عن خلقه و التي تتمحور حول
بوذا أو
إمبراطور اليشب.
و يعتبر الخنزير البرّي و المستأنس على حد سواء محرما أكله بالنسبة لتابعي الديانتين
الإسلامية و
اليهودية، فقد ورد ذكر لهذا التحريم صراحة في
القرآن الكريم ولم يذكر الخنزير من ضمن أصناف الحيوان المحلل أكلها في
التوراة. و ينظر إلى الخنزير في الإسلام أيضا على انه حيوان نجس.
يظهر الخنزير البري في سلسلة القصص المصورة "
آستيريكس"، حيث يُعد الطعام المفضل ل
أوبيليكس السمين الذي تسمح له شهيته الكبيرة بالتهام عدّة خنازير مشويّة في وجبة واحدة.
[عدل] في علامات النبالة شعار إيبرباخ
يُعد الخنزير البري بالإضافة لرأسه شعارات مألوفة
للنبالة. يُعد الحيوان الكامل بأنه يُظهر ما يُنظر إليه على أنه أفضل الصفات في الخنزير، أي الشجاعة و الشراسة في المعركة؛ أما رأس الخنزير البري فيرمز إلى حسن الضيافة ( بما أنه كان من عادة الكثير من الشعوب الأوروبية أن تقدّم رأسا مطهوّا لخنزير بري في الولائم الكبرى )، أو قد يعني بأن حامل الدرع ذي الشعار صيّاد ماهر.
[22]كان الخنزير البري شعارا لملك إنكلترا
ريتشارد الثالث [23] تستخدم بعض العشائر صورة الخنزير لإظهار شجاعتها و بسالتها، كما تفعل عشيرة كامبل من مرتفعات
اسكتلندا التي يضع أفرادها خنزيرا بريا على شاراتهم ليرمزوا إلى شجاعتهم و شراستهم، و يضع زعماء عشائر غوردن، نسبيت، و أوركوهارت رؤوس ثلاثة خنازير برية على شعاراتهم، أما عشيرة كيتينغ فتضع صورة لخنزير بري يقتحم أجمة مقدسة لترمز إلى شجاعتهم و قوتهم.
تظهر الخنازير البرية أيضا على شعارات بعض المقاطعات، مثل بلدتيّ
إيبرباخ و
إيبرسباخ آن در فيلس الألمانيتين، الواقعتين في
بادن-فورتمبيرغ و
إيبريسباخ ب
سكسونيا، والتي تضع كل منها خنزيرا بريا كشعار لها (
بالألمانية: Eber )، وفي بعض الحالات تضع خلف الخنزير شريطا أو خطا عريضا يرمز إلى
جدول مياه (بالألمانية: Bach). تظهر أيضا ثلاثة خنازير برية على شعار بلدة غريمسبي الإنكليزية.
كان الثوار ال
صرب يحملون علما يظهر عليه خنزيرا بريا بالإضافة لغيره من الرموز الوطنية خلال
الثورة الصربية الأولى. و خلال تلك الفترة كانت الخنازير البرية ما تزال مألوفة في جبال البلاد و غاباتها، كما كانت هي و قريبتها المستأنسة الصادرات الأساسية لتلك المنطقة.
يُعد الخنزير البري أيضا الرمز لغابات
الأردين في جنوب
بلجيكا، وهو الحيوان المرافق لفرقة المشاة الأولى في الجيش البلجيكي المدعوة "
فوج بنادق الأرديين" (
بالفرنسية: Régiment de Chasseurs Ardennais)، وهم الجنود الذين يضعون دبوسا برأس خنزير بري على قلنسوتهم العسكرية ( ال
بيريّه ).
[