اشتكى عدد من أهالي المنطقة الغربية من صعوبة النقل الداخلي في مدن المنطقة ووجود مناطق لا تتوافر بها وسائل النقل العام إطلاقا، ومنها بعض مناطق ليوا. وأكد عدد آخر أن حافلات البلدية العاملة في ''الغربية'' أصبحت قديمة ومتهالكة وكثيرة الأعطال ولا تتوافر فيها المكيفات التي كثيرا ما تتعطل خلال أشهر الصيف.
الى ذلك، يرفض سائقو سيارات الأجرة في ''الغربية'' الاعتراف بالتسعيرة المحددة لهم من قبل ادارة المرور كما هي الحال في ابوظبي وباقي المدن. ويمتنعون عن تشغيل العداد وفرض مبلغ ثابت على الركاب الذين يضطرون الى دفع ما يطلبه سائقو الأجرة لعدم توافر البدائل الأخرى.
بدوره اعترف أمين سر المجلس البلدي حمد سالم الهاملي بوجود مشكلة في النقل الداخلي في المنطقة الغربية التي تعاني من عدم توافر وسائل النقل العامة الكافية لنقل الركاب والأهالي من منطقة إلى أخرى داخل المدينة الواحدة. ويضطر الأهالي ممن لا يمتلكون سيارات خاصة إلى الانتظار لساعات حتى يصل باص البلدية إليهم في دورة لا تقل مدتها عن ساعتين بين كل باص وآخر.
وأكد حمد الهاملي أن مجلس بلدية المنطقة الغربية حريص على معالجة تلك المشكلة التي تمس قطاعا كبيرا من سكان المنطقة، وتبحث توفير وسائل نقل مريحة ودائمة للأهالي.
وفي المقابل، وعد مجلس تنمية المنطقة الغربية على لسان المدير العام محمد حمد عزان المزروعي بسرعة بحث المشكلة فور تلقي المجلس لعدد من الشكاوي في هذا الشأن من خلال التنسيق مع الجهات المعنية لضمان توفير وسائل نقل في جميع مدن الغربية.
وأكد أن مجلس تنمية الغربية يسعى إلى تحقيق الاستقرار والرفاهية في المنطقة الغربية، والى تحويل المنطقة الى عامل جذب للكفاءات وأصحاب رؤوس الأموال. واعتبر أن ايجاد شبكة نقل داخلية متميزة وشاملة يعد من احد أهم الركائز التي تسهم بشكل فعال في تحقيق ذلك الهدف. وتعهد بأن المجلس سيسارع إلى بحث المشكلة بشكل شامل ووضع الحلول السريعة لها من خلال التعاون الوثيق مع باقي الجهات.
وفي مدينة ليوا، أكد عدد من السكان الذين لا يمتلكون سيارات خاصة وجود مشكلة كبيرة في التنقل بين مختلف مناطق ليوا خاصة البعيدة منها. فحافلات البلدية تغيب عن تلك المناطق لأيام ويضطر العاملون فيها إلى الاستعانة بأصحاب سيارات الأجرة الذين لا يعترفون بأي تسعيرة ويفرضون مبالغ كبيرة. ويؤكد سمير عزمي أنه مضطر لدفع ما يطلبه سائقو الأجرة حتى يتمكن من قضاء مصالحه وإنهاء أعماله نظرا لعدم وجود بدائل.
وفي غياثي، أوضح سالم حمد أن حافلات البلدية تقوم بنقل الركاب من غياثي إلى محطة الرويس، وكذلك توجد حافلات لنقل الركاب إلى ابوظبي في الصباح ووقت الظهيرة والمساء ولكن لا توجد حافلات تقوم بنقل الركاب داخل المدينة، وهو ما يسبب مشكلة للعمال الذين يضطرون إلى الانتقال على أقدامهم مهما كانت حرارة الشمس.
وفي مدينة زايد، اشتكى عدد كبير من مراجعي مركز الخدمات الحكومية من عدم توفر وسائل نقل دائمة لنقل الركاب من المدينة إلى المركز والعكس. فالركاب يضطرون الى الانتظار لساعات تحت لهيب الشمس الحارقة إلى حين وصول حافلة البلدية كل ساعتين؛ ما لم يرأف بحالهم أصحاب السيارات الخاصة ونقلهم معهم في سياراتهم. ويؤكد مرسي السيد أحد مراجعي المركز أنه أنهى معاملته في دقائق معدودة داخل المركز ولكنه اضطر للانتظار أكثر من ساعة ونصف الساعة أمام المركز حتى وصلت حافلة البلدية.
في الوقت ذاته دافع سائقو سيارات الأجرة عن أنفسهم، مؤكدين أن المشكلة الأساسية في رفع أجرة سيارات التاكسي تعود الى قلة السكان، حيث يضطر بعض السائقين إلى الانتظار طوال اليوم دون أن يحصل على راكب واحد؛ لذلك يضطرون إلى وضع تسعيرة محددة للنقل الداخلي حتى تغطي التكاليف وفق ما أكده مراد خان سائق تاكسي في مدينة زايد.
أما خالد حسين أحد سكان ''الغربية''، فهو يرفض ركوب حافلات البلدية ''لأنها أصبحت كثيرة الأعطال وغير مكيفة''. فالحافلة التي كانت تقله إلى ابوظبي تعطلت أكثر من مرة وسط الطريق. ووصف الحافلات العاملة حاليا بأنها ''خارج نطاق الخدمة''.
في الوقت ذاته، نفى أحد موظفي إدارة النقل العام في ''الغربية'' تلك الاتهامات، مؤكدا أن تلك المشاكل كانت منذ فترة قبل أن تقوم إدارة النقل بتوفير عدد من الحافلات لتغطية اغلب مناطق ومدن ''الغربية''، واضافة حافلات جديدة لتغطية المناطق الخارجية.
وحول مشاكل النقل العام في المنطقة الغربية وخطط تطوير ذلك القطاع، أكد المدير العام لدائرة النقل في أبوظبي سعيد الهاملي أن هناك خطة استراتيجية لحل جميع مشاكل النقل العام في إمارة ابوظبي بدأ تنفيذها بالفعل في الربع الأول من العام الجاري.
وحول مشكلة المنطقة الغربية، أكد الهاملي أن الدائرة بصدد إعادة هيكلة وتأهيل خدمة النقل بالحافلات في الغربية والتي ستبدأ بتشغيل 60 حافلة كمرحلة أولى في الخطوط الحالية، وذلك بحلول الربع الثالث من هذا العام، لتبدأ بعد ذلك عملية زيادة الخطوط وإضافة خطوط جديدة تخدم جميع المناطق حسب الكثافة السكانية والتطور العمراني في المنطقة. وسيتم التشغيل وتكثيف خدمة النقل من الساعة السادسة صباحاً وحتى منتصف الليل.
وأشار الهاملي إلى أن الدائرة ستقوم بتنفيذ عدة خطط لربط المنطقة بخطوط مع أبوظبي والعين والإمارات الأخرى وهي الخدمة التي لم تتوفر في المنطقة من قبل.
يذكر أن المنطقة الغربية حاليا مرتبطة بخطوط خارجية مع ابوظبي فقط، بخلاف الربط الداخلي بين جميع مدن ''الغربية'' من خلال محطة طريف، والتي تقوم بربط خطوط كل من غياثي والرويس والسلع ومدينة زايد وليوا.