لقي خمسة أشخاص من جنسيات مختلفة حتفهم، فيما أصيب 4 آخرون بإصابات متوسطة وبالغة في حادث مروري وقع أمس في المنطقة الواقعة بعد جسر القرهود باتجاه بر دبي على شارع الشيخ راشد .
وقع الحادث بينما كانت حافلة صغيرة تقل 8 أشخاص تسير الساعة 6,20 صباحاً على شارع الشيخ راشد باتجاه بر دبي، وبعد تجاوزها جسر القرهود، ونتيجة السرعة الزائدة للحافلة ''ميني باص'' فقد قائدها السيطرة على عجلة القيادة، ما أدى إلى انحرافه بشكل مفاجئ إلى أقصى اليسار، فاصطدم برصيف الجزيرة بين الشارعين.
ومن قوة الصدمة ارتطمت الحافلة بالحاجز الحديدي وأحد أعمدة الإنارة، لتنقلب وتستقر على سيارة صالون خاصة كانت تسير على المسرب الآخر في الاتجاه المعاكس، ما أسفر عن وفاة 5 أشخاص هم 3 فتيات من الجنسية الفلبينية ورابع هندي، إضافة إلى سائق الحافلة وهو مصري الجنسية، كما أصيب ثلاثة أشخاص من ركاب الحافلة، أحدهم فلبيني الجنسية وإصابته بالغة، وهندي وبنغالي بإصابات متوسطة، فيما أصيب قائد السيارة المتضررة وهو سوري الجنسية بإصابات متوسطة.
وتسبب الحادث في حدوث ازدحام مروري على شارع الشيخ راشد، وفقاً لشهود عيان ذكروا لـ''الاتحاد'' أن سيارات الشرطة التي تواجدت بكثافة في الشارع قامت بتحويل مسار السيارات إلى أن تمت إزالة الأنقاض في غضون الساعة السابعة وعشرين دقيقة من صباح أمس.
وانتقل إلى موقع الحادث اللواء خميس المزينة القائد العام لشرطة دبي بالإنابة، وصلاح بوفروشة رئيس نيابة السير والمرور في دبي، والعميد المهندس محمد سيف الزفين مدير الإدارة العامة للمرور، والمقدم عبد الله خادم مدير مركز شرطة الرفاعة، والرائد خبير عمر عاشور مدير إدارة تخطيط حوادث السير وعضو لجنة السير بالإدارة العامة للمرور، والرائد خبير أحمد بورقيبة مدير إدارة الإنقاذ بالوكالة، والنقيب عبيد ربيع ضابط الإنقاذ المناوب.
كما تحركت فرقة المهمات الصعبة والإنقاذ البري في شرطة دبي إلى الموقع فور ورود البلاغ، حيث تبين أن شخصين محاصرين تحت الحافلة المتدهورة، فتم إخراجهما باستخدام معدات الإنقاذ الهيدروليكية، ونقل جميع المصابين على وجه السرعة لمستشفى راشد.
وكشف صلاح بوفروشة رئيس نيابة السير والمرور في دبي عن أن المعاينة المبدئية للحادث تشير إلى أن الحافلة المتسببة في الحادث انحرفت من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ومنه إلى المسرب الثاني بمسافة 62 متراً، مرجحاً أن تكون السرعة الزائدة هي السبب في الحادث، نظراً لأن السائق لم يتمكن من السيطرة على عجلة القيادة أثناء الانحراف.
وقال بوفروشة في تصريحات لـ''الاتحاد'' إن النيابة أصدرت أوامرها بتسليم جثث المتوفين إلى ذويهم فوراً، وسحب عينة دم من سائق الحافلة وإخضاعها للفحص الاحترازي، إضافة إلى فحص أجزاء الحافلة للتأكد من سلامتها قبل الحادث. وأشار رئيس نيابة السير والمرور بدبي إلى أنه تم تكليف لجنة السير بإعداد تقرير فني حول الحادث للوقوف على أسبابه وملابساته، مشيراً إلى أن نيابة السير والمرور تنتظر تحسن الحالة الصحية للشخص السوري المتضرر من الحادث للحصول على إفادته بشأن الحادث.
وكشف عن أن نيابة السير والمرور في دبي سجلت منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية يونيو الماضي 84 حالة وفاة في حوادث مرورية بدبي، بزيادة حالة وفاة واحدة عن الفترة ذاتها من العام الماضي.
وشدد بوفروشة على ضرورة أن تقوم مكاتب تأجير السيارات والمؤسسات التي تستخدم حافلات'' ميني باص'' في نقل موظفيها، ببرامج توعية للسائقين خصوصاً أن هذه الحافلات ''خفيفة''، وأن انفجار إطار قد تنتج عنه كارثة إنسانية في حالة السرعة الزائدة.
وأكد أن رفع نسبة الوعي لدى السائقين من قبل مؤسساتهم من شأنه تحقيق المزيد من معدلات الالتزام بقوانين السير والمرور التي تهدف إلى سلامة مستخدمي الطرق.
وتوقع رئيس نيابة السير والمرور أن ترتفع الحوادث المرورية لحافلات ''الميني باص'' خلال فترة الصيف، على الرغم من أنها فترة هادئة نسبياً، معرباً عن أمله في طرح برامج توعية شاملة لسائقي هذه الحافلات بخطورة السرعة الزائدة والالتزام بفحص أجزاء الحافلة جيداً قبل الحركة.
وقال إن المتابعة الدورية من قبل المؤسسات ومكاتب التأجير لسائقي هذه الحافلات تحديداً من شأنها إيجاد ''رقابة ذاتية'' تتيح تفادي مثل هذه الحوادث، مشيداً في الوقت ذاته بقيام مؤسسات ومكاتب تأجير بكتابة رقم هاتف ثابت أو متحرك خلف السيارة لمتابعة أداء السائق على الطريق ومعرفة أية ممارسات سلبية من جانبه.
من جانبه، قال العميد مهندس محمد سيف الزفين مدير الإدارة العامة للمرور بدبي إن الإدارة قررت عقد اجتماع طارئ خلال الأسبوع المقبل مع أصحاب الشركات ومكاتب التأجير، لبحث أسباب حوادث الحافلات ''ميني باص''. وأكد أن الفترة المقبلة سوف تشهد وقفة حقيقية مع هذه الشركات بهدف توعية سائقيها وتوفير رقابة مشددة عليها لتجنب مثل هذه الحوادث البليغة.
وقال الزفين إن المعاينة المبدئية تشير إلى أن السائق كان يقود الحافلة بسرعة تزيد عن 120 كيلو متراً في الساعة، مستشهداً بأن الحافلة ورغم تعدد اصطدامها بحواجز حديدية إلا أنها اصطدمت بالسيارة المتضررة التي كانت تسير بسرعة تصل إلى 110 كيلو مترات في الساعة.
المصدر
منتديات سهيرالليل