قَالَ ابْنُ الجزري: " والناسُ في ذلك بينَ مُحسنٍ مأجورٍ ومُسيءٍ ءاثمٍ،
أومَعذور، فَمَن قدَر على تصحيحِ كلامِ الله تعالى باللفظِ الصحيحِ،
العربيِّ الفصيح، وعدَلَ إلى اللفظِ الفاسدِ العجمي أو النبطي القبيح،
استغناء بنفسه، واستبدادًا برأيه وحدَسه، واتِّكَالاً على ما أَلِفَ من
حِفظه، واستِكبارًا عن الرجوع إلى عالمٍ يُوقِفُه على صَحيحِ لفظهِ: فإنه
مقصرٌ بلاشكَّ، وءاثمٌ بلا ريب، وغاشٌ بلا مِرية .
وقد قال رسول : " الدِّينُ النَّصِيحَةُ: لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ،
وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ " رواه مسلم (
55 )
أمَّا من كان لا يطاوعُه لسانُه، أولا يجدُ مَن يهديه إلى الصَّوَاب بيانه: فإنَّ الله لا يكلِّف نفسًا إلا وسعها.
ولِهذا أجمعَ مَن نعلَمُه مِن العلماء على أنَّه لا تصحُّ صلاةُ قارئٍ خلف أميٍّ، وهو مَن لا يُحسِن القراءة .
واختلفوا في صلاةِ مَن يُبدِلُ حَرْفًا بغيره سواءٌ تَجَانَسا أمْ تقاربا.
وأصحُّ القولين: عَدمُ الصِّحةِ كمَن قَرَأ: " الحمْدُ " بالعَيْن، أو"
الدِّين ": بالتاء أو "المَغضُوبِ" : بالخاء أو الظاء، ولذلك عَدَّ
العلماءُ القراءةَ بغير تجويدٍ لحنًا، وعدُّوا القارئَ بها لحَّانًا(1) " .