من نافل القول أن هدف أي إتحاد قاري بل الإتحاد الدولي نفسه حينما قرر
تطبيق الاحتراف هو إضافة مزيد من المتعة للدوريات المحلية في جميع البلدان
إلى جانب مشاهدة مزيد من الإثارة في البطولات القارية كدوري الأبطال وكأس
الإتحاد أو ما يقابله "بالأسماء القارية".
إلا أن الأمر يبدو مختلفاًَ تماماً في مصر خاصة من قطبي الكرة المصرية
الأهلي والزمالك ، فبعد أن بدا واضحاً بعد أسابيع قلة من بداية الدوري
المصري أن محترفي نادي الزمالك لا مكان لهم بالتشكيل الأساسي في الفريق
نظراً للمستوى المتدني الذي ظهروا به بخاصة اللاعب الأردني خالد سعد
الموهبة التي لم تجد الفرصة المناسبة ليضع قدماً في التشكيل الأساسي
للفريق ، جاء الدور على النادي الأهلي ليظهر أن مؤشر محترفيه في هبوط شديد
، فأنيس بو جلبان لاعب الوسط التونسي لم يقنع جماهير القلعة الحمراء منذ
انتقاله للأهلي ، كما أن جيلبرتو لم يعد الفهد المرعب بعد الإصابة الطويلة
التي لحقت به وأصبح يطالب بتركه نهاية الموسم للاحتراف الخارجي إلى جانب
المارد الأسمر فلافيو الذي لم يظهر بالشكل المطلوب على عكس الموسم المنصرم
الذي "فرد عضلاته" خلاله وتصدر لائحة هدافي الدوري المصري.
أما ما يخص النجم التونسي أنيس بو جلبان فإنه قد تنفس الصعداء في بداية
الموسم بعد إعارة حسن مصطفى إلى نادي الوحدة السعودي ، مما جعله ينافس
معتز إينو القادم من نادي الزمالك على اللعب بجوار حسام عاشور نجم النادي
الأهلي ، وبرغم إصابة إينو بعد بداية الموسم لم يستطع أنيس فرض إيقاعه
وأسلوبه ، وأهدر كل الفرص التي منحها له المايسترو مانويل جوزيه مدرب
النادي الأهلي ، و"زاد الطين بلة" للاعب التونسي بعد إعلان النادي الأهلي
التعاقد مع أحمد فتحي ثم قدومه للنادي بعد بطولة كأس الأمم الأفريقية 2008
ومشاركته في مركز "الارتكاز" ليشارك حسام عاشور في هذا المركز تاركاً
"بوجا" على دكة البدلاء ، لتصبح مغادرته النادي الأهلي -شاء أم أبى- مجرد
مسألة وقت بعد أن ذكر قائد المنتخب المصري أحمد حسن أنه وبصفة شبه مؤكدة
سينتقل للأهلي في نهاية الموسم لينضم إلى "كتيبة الأبطال" ، مما يعني ضياع
أي أمل للنجم التونسي في المشاركة مع الأهلي ، ومن المرجح عودته إلى تونس
مرة أخرى أو انتقاله إلى أحد الأندية للخليجية بعد أن تلقى عدة عروض
للاحتراف خاصة في قطر.
أما بخصوص جناح النادي الأهلي الفهد جيلبرتو فبعد عودته من الإصابة لم
يتمكن من الوصول إلى نصف مستواه الحقيقي ، وبعد مشاركة مميزة -على عكس
أداءه مع الأهلي- مع منتخب الفهود في كأس الأمم الأفريقية 2008 تلقى عدة
عروض للاحتراف في أوروبا ، مما جعله يطالب إدارة النادي الأهلي بالسماح له
بالرحيل ، مما جعل الساحر جوزيه يحاول جلب أكثر من لاعب في مركز "الباك
الشمال" خاصة وأن إمكانات أحمد شديد -بديل جيلبرتو- لا تؤهله للتواجد
أساسياً في هذا المركز باستمرار ضمن تشكيلة النادي الأهلي ، فراقب جوزيه
اللاعب أحمد عطوة أحد ركائز شباب الأهلي وبالفعل أثبت اللاعب نفسه خلال
أول لقائين شارك فيهما ، كما اقترب النادي الأهلي من التعاقد مع لاعب
النادي الإسماعيلي المحترف في صفوف نادي طرابزون التركي ليقود الجبهة
اليسرى مع الصاعد أحمد عطوة ، مما قد يعني الموافقة على احتراف جيلبرتو
ليكون الثاني المغادرين بعد بوجا ، وبكل تأكيد سيرافقه أحمد شديد قيناوي
إلا أن سفره لا يحتاج للطائرة ويكفيه حجز تذكرة على أول قطار متجه إلى
"عروس الصعيد" للعودة من حيث أتى!.
وعن المارد الأنغولي فلافيو فإن بقاءه في الأهلي أمراً بات في حكم
المستحيل ، فهو ينشد الاحتراف الخارجي بعد أن ذاق طعم التتويج الأفريقي
فبعد أن بدأ في نادي بترو لواندا الأنغولي ثم انتقل للأهلي المصري بعد أن
التقطه أعين سماسرة النادي الأهلي ، وبدأ بشكل سيء في أولى مواسمه ليعود
فيما بعد بلقب هداف الدوري المصري ، لتطلبه عدة أندية في الدوري الألماني
وكذلك في الدوري الإنجليزي ، ليطلب من قادة الكتيبة الأهلاوية السماح له
بالقفز من فوق جدران الجزيرة في نهاية الموسم واللعب في دوريات أعلى مستوى
من الدوريات الأفريقية ، وقد يرافقه المهاجم الأخر عماد متعب الذي يحاول
بشتى السبل إيجاد طريق نحو الاحتراف في الدوري الإنجليزي ، مما يعني ترك
إدارة النادي الأهلي في موقف لا تحسد عليه نظراً لعدم وجود البديل الكفء
في ظل إصابات أسامة حسني المتكررة وغياب أحمد بلال عن مستواه منذ احترافه
في تركيا إلى جانب عدم اكتساب رضا الويشي الخبرة الكافية ، فاتجه الأهلي
لضم لاعب بلدية المحلة هاني العجيزي ولا بد أن عدلي القيعي وحسام البدري
سيحاولان ضم مهاجم أفريقي شاب يقود هجوم النادي الأهلي إذا ما احترف
فلافيو ومتعب.
"تعددت الأسباب والمصير واحد" , فمصير جميع محترفي النادي الأهلي -على حسب
المؤشرات الحالية- هو مغادرة النادي في نهاية الموسم سعياً للاحتراف
الخارجي أو محاولة إثبات النفس واستعادة الثقة من جديد ، مما يجعل عشاق
القلعة الحمراء يطالبون المسؤولين بالتجول داخل الغابات الأفريقي في رحلة
شيقة جديدة في محاولة للبحث عن فهد أو أسد وربما فيل جديد ينضم للكتيبة
الحمراء بدءاً من الموسم الكروي الجديد..